إن الموسيقى هى بحق اللغة الموحدة للانسانية، إذ أنها تعبير يتعدى كل الحدود ويصل إلى أذن وقلب المستمع مهما اختلف جنسه أو لغته أو ثقافته. كما تلعب التربية الموسيقية دورا هاما فى العملية التربوية، إذ تسهم بفاعلية فى النمو العقلي و الوجدانى والانفعالى للناشئة، كما تنمى لديهم الإحساس بالجمال فى كل ما يحيط بهم مما خلق الله عز و جل.
و هذا ما أخذ يتبلور و يتجلى في خطاب و سلوك المتعلمات و المتعلمين بعد لنخراطهم في سلسلة دروس التربية الموسيقية المنظمة في مدرسة الشريف الإدريسي بتأطير من الأستاذ عثمان الطويل.
فالموسيقى تتميز كفن بقدرتها التي لا تضاهى على التأثير في أدق انفعالات الإنسان والتعبير عن أحاسيسه وعواطفه ومصاحبته في أغلب لحظات وجوده، فالطفل يرتبط بالموسيقى بدءا من إنصاته لدقات قلب أمه أو غنائها له في المهد وما يصحب ذلك من فرحة بالموسيقى في أغاني الأطفال وحيويتهم ونشاطهم باندماجهم في الألحان.
إن شخصية الطفل بمكونات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية تتفاعل مع بعضها البعض وتتبادل التأثيرات، فمن الناحية الجسمية فإن التربية الموسيقية تؤدى إلى تنمية التوافق الحركي والعضلي في النشاط الجسماني، إضافة إلى تدريب الأذن على التمييز بين الأصوات المختلفة
ومن الناحية العقلية فان دور التربية الموسيقية يتمثل في تنمية الإدراك الحسي والقدرة على الملاحظة وعلى التنظيم المنطقي وتنمية الذاكرة السمعية والقدرة على الابتكار إضافة إلى مساهمة الموسيقى في تسهيل تعلم وتلقي المواد الدراسية وذلك على عكس ما يعتقد البعض .
ومن الناحية الانفعالية تؤثر الموسيقى في شخصيته وقدرته على التحرر من التوتر والقلق فيصبح أكثر توازنا، إضافة إلى أن الموسيقى تستثير في الطفل انفعالات عديدة كالفرح والحزن والشجاعة والقوة والتعاطف وغيرها، وهو ما يساهم في إغناء عالمه بالمشاعر التي تزيد من إحساسه بإنسانيته.
والتربية الموسيقية تساهم في تنمية الجوانب الاجتماعية لدى الطفل فبالغناء والألعاب الموسيقية تشتد ثقته بنفسه ويعبر عن أحاسيسه بلا خجل ويوطد علاقته بأقرانه، إضافة إلى الجانب الترفيهي في حياته، فضلا عن أن الموسيقى تنقل التراث الثقافي والفني إلى الأطفال.
والموسيقى لا تسعد الطفل فقط بل تساعده على نماء شخصيته في كل جوانبها، وعليه فلابد أن يكون لها مكان أفضل في الحياة اليومية للطفل، فالاستماع والتذوق الموسيقي يعد دعامة أساسية في عملية تربية الطفل بالموسيقى، و هذا ما تهدف له سلسلة دروس التربية الموسيقية المنظمة في المؤسسة.
و فيما يلي تقرير سمعي بصري للحصة الثانية من سلسلة دروس التربية الموسيقية