أصبحت الحاجة إلى تربية بيئية لا تفصل بين جوانب المعرفة و الأداء و القيم أمرا ضروريا فرض نفسه على اهتمامات البشرية عامة و على المؤسسات التربوية خاصة، فالتربية البيئية كعملية تكوين للقيم و الاتجاهات و المهارات و المدركات اللازمة لفهم و تقدير العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان المتعلم و حضارته بمحيطه الفزيائي و التدليل على حتمية المحافظة على المصادر البيئية الطبيعية و ضرورة استغلالها استغلالا عقلانيا غدت أمرا ملحّا.
و في هذا الإطار تتوفر مدرسة الشريف الإدريسي بطنجة على فضاء بيئي يمكن اعتماده كأرضية مساعدة على برمجة و إنجاز أنشطة تربوية بيئية هادفة، لما يحويه هذا الفضاء البيئي من غطاء نباتي متنوع و مساحات صالحة للبستنة، أي أرضية مناسبة لبناء أنشطة تربوية بيئية مُمُرِّرة لمجموعة من الأحكام المعيارية و المبادئ و المثل العليا المتصلة بمضامين واقعية يتشربها المتعلم(ة) من خلال انفعاله و تفاعله مع المواقف و الخبرات المختلفة، و يسعى إلى تحقيقها حتى تكون موجها لسلوكياته اتجاه البيئة، و ذلك من أجل تحفيزه على المحافظة عليها من الأضرار التي تلحق بها، و العمل على معالجة المشكلات البيئية القائمة في محيطه، و بذلك تصبح هذه الأنشطة التربوية البيئية محكًّا لاختيار أهدافه و طريقته في معالجة المشاكل، و مواقف الحياة المرتبطة بالبيئة، كما يمكن الاستدلال عليها من خلال التتبع التربوي لسلوك المتعلم(ة) أو ما يصدر عنه من تقرير لفظي أو اتجاهات و اهتمامات.
و فيما يلي مقاطع سمعية بصرية و رابط لمعرض صور يبين غنى و تنوع الفضاء البيئي بمدرسة الشريف الإدريسي بطنجة و التي تعتبر أرضية خصبة لأنشطة بيئية هادفة:
مقاطع سمعية بصرية للعدسة البئية
رابط لمعرض الصور الخاص بالعدسة البيئية
المرجو النقر على الصورة أسفله
إن إدراك مواطن الجمال و تنمية الذوق الجمالي بالبيئة، و تقدير الاتساق و التوازن بين عناصرها قيمة تتصل بإدراك الاتساق و التوازن في مكونات الحياة و ترجمة هذا الإدراك إلى سلوك جمالي في حياة الإنسان المتعلم. فالجمال الموجود في المحيط و ما يشتمل عليه من ألوان و أصوات و روائح و حركات و أشكال يوحي للإنسان المتعلم بأفكاره و يطبعها بطابع خاص من الذوق الجميل، و تأتي أهمية ذلك في أن الذوق الجميل الذي يتطبع به فكر الفرد يولد لدى الإنسان المتعلم نزوعا إلى الإحسان في العمل و توخيا للكريم من العادات.