2014/07/02

سلسلة دروس التربية الموسيقية تجربة غنية و مفيدة للمتعلمات و المتعلمين و إضافة نوعية للحياة المدرسية

تنتمي مادة التربية الموسيقية إلى مواد التفتح كالتربية البدنية و التربية التشكيلية و غيرهما، و هي مواد لها خصوصيات تتميز بها عن مواد أخرى، فمن خلالها نلامس بالأساس الجانب الوجداني و الجانب الحس حركي، و هي جوانب قلما يتم استهدافها في بعض المواد التي تركز بشكل كبير على الأهداف المعرفية. و من هنا تتضح جليا أهمية إدماج مواد التفتح بشكل عام و مادة التربية الموسيقية على وجه الخصوص، فهي تكسر الرتابة و تجعل المتعلم يجب المدرسة و يقبل عليها من خلال المقاربة المعتمدة في حصص التربية الموسيقية التي تجمع بين المتعة و الاستفادة في جو يسوده المرح و الجدية، كما تخلق التوازن في شخصية المتعلم من خلال الاهتمام بالجوانب الحس حركية و الوجدانية و هي جوانب تلعب دورا أساسيا في تكوين هاته الشخصية.
إن للتربية الموسيقية تأثير في الأبعاد المحددة لشخصية المتعلم، العقلية، الحسية الحركية، و الوجدانية و الثقافية و الاجتماعية، و من ثم فمادة التربية الموسيقية تساهم في تربية هذه الأبعاد في شخصية المتعلم، و هي أبعاد تتداخل فيما بينها، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار وحدة الشخصية الإنسانية.
وهذا بالضبط ما تم تلمسه في شخصيات المتعلمات و المتعلمين المستفيدين من حصص التربية الموسيقية في مدرسة الشريف الإدريسي بتأطير من الأستاذ المتطوع عثمان الطويل مشكورا، بدءا من تصحيح تمثلاتهم حول ماهية الموسيقى، إلى تنمية التوافق الحركي و العضلي في النشاط الجسماني و تنشيط مجموعة من المهارات الحركية، و تطوير المرونة و التناسق بين الأذن و الصوت و تنمية القدرة على التحكم في النفس، و تطوير الذاكرة السمعية و كشف المخزون الموسيقي الكامن في شخصية المتعلم و تطويره، و تنمية الإدراك الحسي و القدرة على الملاحظة و على التنظيم المنطقي، و تطوير الجوانب الحدسية و التخيلية و الإبداعية في شخصية المتعلم مع تقوية الإحساس بالثقة في الذات من خلال المساهمة و المشاركة في الأنشطة الموسيقية الفردية و الجماعية التي تشجعه على التشبث بقيم السعي للنجاح و الممارسة المنتظمة و التركيز في العمل، و تربية المتعلم على الاندماج مع أقرانه في حياته الدراسية و الاجتماعية، و على احترام الذات من خلال اخترام الآخرين، و دفع المتعلم إلى الانخراط في العمل الجماعي و هذا يكسبه سلوكات إيجابية تتجلى في الثقة في النفس و تجنبه لسلوكات سلبية كالخجل و الانطواء ...
حقا، كانت تجربة غنية و مفيدة للمتعلمات و المتعلمين المستفيدين من هذه الحصص في التربية الموسيقية، و إضافة نوعية لجودة الحياة المدرسية في المؤسسة، و فيما يلي مجموعة من الصور توثق لهذه التجربة:























يقول أفلاطون إن الموسيقى ليست ترفاً أو تسلية محضة، بل هي التي تروض الدم وترتقي بالطباع وتكوّن الشخصية المتزنة والمُحبة، وتحرر النفس من ارتباطها بالجسد.

ونادى جان جاك روسو بضرورة استخدام أنماط موسيقية للتوجيه الذاتي للطفل، حيث وصفها بالمربي الفاضل والمهذب الرصين.


0 التعليقات:

إرسال تعليق